أختــاه .. تُرى من تختارين ليكون شريك حياتك؟
عليكِ أختاه أن لا تتنازلي عن المعايير الأساسية التي حددها الشرع في إختيار الزوج بحجة أن القطار سيفوتك .. وعلى ولي المرأة أن يُحسن إختيار الزوج لها ..
فسوء الاختيار هذا يجعلها تُفتن في دينها وتعود عن طريق الالتزام الذي كانت تُريده ..
الأسس الشرعيــة لإخـتـيـار الزوج ..
1) أن يكون صاحب دين .. لقوله تعالى {.. وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ..} [البقرة: 221]
ولقول النبي 'إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ' [رواه الترمذي وحسنه الألباني] ..
فالزوج صاحب الدين أهم وأعظم عند الله عز وجل .. هو الذي لا يظلم إذا غضب ولا يهجر بغير سبب ولا يسيء معاملة زوجته، ولا يكون سبباً في فتنة أهله عن طريق إدخال المنكرات وآلات اللهو في البيت، بل يعمل بقول النبي 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ' [رواه الترمذي وصححه الألباني]
فيجب على ولي المرأة أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه لأن المرأة تصير بالنكاح أسيرة ومتى زوجها وليُّّها من ظالم أو تاركًا للصلاة أو فاسقًا أو مبتدعًا فقد جنى على دينها وتعرض لسخط الله لأنه كان سبب لقطع الرحم بسبب سوء الإختيار.
وإن جاءه خاطبًا ذو دين ولكن قدرته المادية محدودة فعليه أن يُعينه، ومن تزوج رُزق .. ولكن يجب أن يتأكد أولاً من صدق تدُينه، فالتدين سيكون ظاهرًا في سلوكه وسيشعر بالراحة معه .. كما قال النبي 'الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف' [رواه البخاري]
جاء رجل للحسن وقال: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوَّجها ؟، قال: 'زوجها ممَّن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها'.
2) أن يكون رفيـــقاً لطيــفاً بــأهله ( حُسن الخُلُق) .. والأخلاق تأتي بعد الدين والأصول البيئية، لأنها تنشأ عنهما .. فلو عنده دين بحق سيكون عنده أخلاق بحق .. قال 'أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم' [صحيح الجامع رقم (1232)] ..
وصاحب الخلق الحسن هو الذي تشعر معه المرأة بالدفء والسكينة والطمأنينة، ولا تشعر معه بالعذاب أو القلق ولا تكون متهيِّبة إياه طوال الوقت.
3) القدرة المادية .. لقول النبي 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء' [متفق عليه] .. أي: من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ومن لم يستطع فليصم.
4) أن يكون قويــاً أميـنــاً .. قال تعالى {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } [القصص:26] ..
وليس المقصود القوة الجسدية فقط، وإنما القوة العقلية والعلمية وقوة الشخصية والحكمة وقوته بتجاربه وخبراته .. فهذه صفات تحتاجها المرأة بشدة في زوجها.
والأميــن .. لأن لو هذا الرجل يخون الله بالمعاصي، فلا ينفعك بحال.
5) الكفــاءة .. قال النبي ' تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم' [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
والكفاءة هي المساواة والتقارب بين الزوج والزوجة في المستوى الديني والأخلاقي والإجتماعي والمادي،
ولا ريب أن تكافؤ الزوجين من الأسباب الأساسية في نجاح الزواج وعدم التكافؤ يُحدث نوعاً من النفرة ويسبب الإنفصال والشقاق .
لابد أن تحددِ ما المواصفات التي تُريديها في شريك حياتك مع ترتيبها حسب الأولوية، وما هو الدور الذي سيقوم به بالنسبة لكِ .. وتنظرِ في النقاط الإيجابية والسلبية في من تقدَّم لكِ في ضوء الهدف الذي وضعتيه، ثم تُحكِّمِ عقلك وتحددِ إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنتِ تستطيعِ التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا تكون هناك مشاكل أم لا ... مع العلم إنه لا وجود للشخص كامل الأوصاف.
فكل طرف عندما يشعر بالطرف الآخر ويكون بينهما دفء في التعامل سيُقام البيت على أسس سليمة.
. .
النفس تبكى على الدنيا وهى علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التى كان قبل الموت بانيها
فان بانها بخير طاب مسكنه
وان بانها بشر خاب بانيها